المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
beshoy+ - 793 | ||||
Admin - 668 | ||||
dark_angel - 242 | ||||
SAMO - 177 | ||||
sallymessiha - 157 | ||||
soren - 155 | ||||
Dr_Romany - 116 | ||||
khalaf mahrous - 114 | ||||
Peter - 103 | ||||
zakaria - 99 |
بحـث
سورين كيركجارد
3 مشترك
منتدى الراعى :: مقلات :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
سورين كيركجارد
سورين كيركجارد
رجل آخر من الدانمرك، غير أمير شكشبير
الأشهر: هاملت، هو الذى سبر غور أزمة
الوجود" أكون أو لاأكون" ثم طرحها على العالم بصورة حادّة
القسوة، لم يستطع
الفكر الفلسفى أن يتملص منها تماما، حتى يومنا هذا.
سورين آبى كيركجارد(1812 -1855م) الفيلسوف الوجودى
المؤمن، تجرأ على السخرية من وتحّدى النظم العقلية الصماّء والمستريحة فى الفلسفة وفى الدين. وقدّم رؤية فلسفية جديدة، وحلّل
بدقّة تنم عن فهم حقيقى، كما هاجم بعنف الفلسفة العقلانيّة القائمة.
وإن كان كيركجارد أساسا صاحب رسالة دينيّة عرضها بشكل
وجودى فقد كان من تلاميذه وممن تأثر به بعد ذلك، وجوديون مؤمنون كجابربيل مارسيل، وكارل ياسبرز، وآخرون
أخذوا فهمه للعالم وللوجود بعد أن أفرغوه من محتواه الدّينى وقادوا الوجودية الملحدة بعد هذا كها يدجر وسارتر وكامى.
لقد حصل كيركجارد على درجة الدكتوراة فى الفلسفة فى
سن الثامنة والعشرين، لكنه رفض أن يستخدم نبوغه هذا فى خدمة الصالون الفلسفى القائم، لقد هاجم هيجل
والهيجيلية:" إنّ هيجل يقدم لنا
مثلا على المهزلة الفلسفية التى فيها تفكّر بدون فكر، إنّه يشيدّ
قصرا عقليّا
رائعا، لا يعيش هو فيه" وأيضا:" الذات عند هيجل تصبح فى النهاية عارضة، فالحقيقة كما لا يمكن
أن تعرفها إلا الذات تضيع حتما"
ولا يسلم الكوجيتو الديكارتى أيضا من التحدىّ: إذا كنت
أنا أفكرّ، فما العجب إنى أنا"
كيركجارد لا يكمّل الخط الفلسفى: ديكارت - كانْت - هيجل.....
إنما يقلب الصفحة ويبدأ من جديد، فالمشكلة الفلسفية عند كيركجارد ليست هى" الموت"
مثلا، بل المشكلة
الحقّة هى" أنّى أنا أموت" إنهّ ينقل الفلسفة من روح هيجل الكلّية المطلقة التى تتبّدى فى
الدولة وديالكتيكه الصاعد..... الخ إلى الفرد، إلى الواحد المتفرد الذى يقبل أن يواجه نفسه والموت
والخطيئة واليأس والوحدة ورعب الحرية وكتابه"حاشية نهائية غير علميّة" هو نقد محكم
للفلسفة العقليّة
وخاصة عند هيجل ، وتمجيد للخبرة الذاتية كطريق لا مفّر منه إذا أردنا الوصول للحقيقة.
ومهما اختلفت مع فلسفة كيركجارد، فلا يسعك إلا أن
تُعجب بجمال أسلوبه الأدبى، حدّة المعانى وشدّة لمعانها، بل إنّ تقمصه لشخصيات أبطاله يجعل
الناقد الأدبى يكاد يجزم بأن كاتب رسائل القاضى"فلهلم" فى الجزء الثانى من كتاب
كيركجارد الأشهر
"إما....أو" والجزء هو شخص مختلف تماما عن
الرجل العابث اللاهى كاتب الجزء الأول من الكتاب. لقد استخدم كيركجارد
الأدب فى عرض أفكاره عن مدراج الوجود
الثلاثة، ثم استخدمه من بعده الفلاسفة الوجوديّون، خاصّة سارتر،
كامى، لعرض
وجوديتهم الخاصة.
مدراج الوجود عند كيركجارد:
ومدراج الوجود عند كيركجارد أولها المدرج الحسّى والثانى
هو المدرج الأخلاقى وأخيرا المدرج الروحى، وهو أعلاها.
والرّجل الحسّى أو الجمالى يمثله خير تمثيل دون جوان، وخاصة
فى أوبرا موتسارت الشهيرة، وهدف هذا الرجل هو اللحظة الحاضرة، ولا يوجد معنى حقيقى للذكرى عنده، ولا قيمة للأمل فى
المستقبل، إنما المهم هو المتعة القريبة، والمرأة عنده ليست هدفا،وإنما الهدف هو" الغزو"
والرجل الحسّى لا يتحقق أبدا كإنسان فى رأى كيركجارد، بل تتحقق مجموعة متتابعة من المتع واللذات فى لحظات معاقبة، أماّ هو فيضيع
حتما، والملل هو العدوّ اللدود لهذا الرجل، فهو يضطر فى حربه الضروس ضد الملل أن يهرب من ذاته
فيما يشبه الدوران المتّصل فينتقل من المدينة إلى الريف ومن عمل إلى آخر، ومن غزو عاطفى إلى آخر، وهلمّ جرّأ وهو يجرب
إمكانيات عديدة، لكنّه" لا يلتزم" أبدا بأى اختيار، ولا بفعل حقيقى، وتظاهره بالفضيلة يخفى
افتقاره الداخلى لها.
ورجل الجمال لن يمكنّه الانتقال من هذا المدرج إلا إذا
وقع نهائياّ فى قبضة العدوّ اللدود: الملل، فيمر بأزمة يأس يكون مظهرها الخارجى هو السخرية، ورجل الجمال هو أيضا ذلك
المفكّر العقلانى الذى "يتمتع" بالعلم وغزواته الموازية لمغامرات زميله، لكن لا يلزم نفسه أبدا
بموقف، ولا يتحمل مسئولية قرار أو يلتزم بمبدأ واحد، كما لا يمكنه( سواء كان عقلانيا أو دونجوانياّ صرفا) أن يتزوج بالمعنى
الحقيقى للزواج .
أماّ الرجل الأخلاقى، فهو لا يخشى التكرار، بل أحيانا ينشده
لأنهّ يحقق التوسط فهو رجل المسئولية
والالتزام هو الزوج والمواطن الملتزم بمجتمعه وبالإنسانية عامّة إذا
ارتفع واتسع
وعيه، وهو الرّجل الفاضل الذى وصفه أرسطو، ذلك الذى يؤمن بان الشجاعة هى الوسط بين التهوّر والجبن، والدّين عند
هذا الرّجل ليس إلاّ مبادئ يلتزم بها، وهو قادر على ان يلتزم بالمبادئ فعلا، لا ظاهرا فقط، ولكن عليه بالرغّم من ذلك ان
يمّر بأزمة وجودية أخرى قبل أن يعرف فعلا المدرج الأعلى، عليه أن يمر بياس فى صورة عبث،
وعندئذ يقر بيأسه الكامل وبخطيئته، ويكون مستعداّ لأن يلتزم لا بمبادئ ووصايا، لكن بالله نفسه.
وهو بهذا يتدّرج إلى رجل الرّوح.
التدين عند كيركجارد :
فالتدّين عند كيركجارد نوعان: تدّين" المحاثية"
وهو النوع من التدين الذى يظن أن
الله موجود" حيث" نحن بالمعنى الوجودى للكلمة،
وتدين" الابتعاد" وهو الذى
يدرك أن الله منفصل تماما عن الوجود الإنسانى ، ذلك الوجود المفعم
بالشوق إلى الله،
ولكن العاجز تماما عن الوصول إليه، وعند هذه النقطة يكون الإنسان قادرا على تقبّل عمل"نعمة"
أو"لطف الله" ويصرخ كيركجارد بأن المفارقة paradox الموجودة فى المسيحية( الله
يصير إنسانا فى المسيح) لابد أن تكون الحل الوجودى الوحيد لأزمة الإنسان، وهذا
الحل لايمكن أن يدركه فعلا من يعيش المدرج الحسّى أو الأخلاقى أو من يرضى بتدّين المحايثة.
وقبل أن نترك فكرة مدراج الوجود، لابد أن نوضح أن
كيركجارد لم يعتبرها مستويات زمنيّة للنمو يستبعد بعضها بعضا فى تصاعد مرتب، بل هى انماط فى الوجود حاضرة كلّها بمعنى من المعانى
،وتنفذ وتشيع فى الشخصية فى عمليّة تحولها، فالأخلاقى لا يستبعد الحسّى استبعادا نهائيا، لكنّه
يتخطاه بصفته المطلقة، إنما يظل المدرج الحسّى حاضرا بصورة ما، حتى عند اكثر الناس تطابقا مع الرجل الأخلاقى.
كيركجارد والوجوديون الأخرون:
وهذا النسق الفلسفى الذى تطرحه فلسفة
كيركجارد هو ذاته نسق فلسفة سارتر وكامى، فيماعدا النقطة الأخيرة بطبيعة الحال، فالوجوديون
الملحدون يقرّون باليأس الكامل ويرفضون أى تدخل من الله، ولا يقبلون أى حل من فوق، وعندهم أن الحلّ الشريف هو فى أن يقبل
المرء يأسه ثم يعيش حرّا.
كيركجارد والكنيسة:
وبالرغم من المضمون الدينى الواضح لرسالة كيركجارد الفلسفية، فقد وجه نقدا للكنيسة(في تلك الفترة) فى العالم كلّه بسبب تركها للمعاناة وروح الاستشهاد وقبولها تحويل المسيحية إلىعقلنة مريحة ومتأقلمة مع المجتمع، بدلا من قبول التحدّى والتاكيد على فرديّة الخبرة الروحية وقيمة التألم فيها.
عدل سابقا من قبل soren في الأربعاء 4 مارس 2009 - 22:16 عدل 2 مرات
soren- نائب المدير
- عدد مساهمات العضو : 155
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 02/02/2009
رد: سورين كيركجارد
thanks to u
SAMO- مشرف
- عدد مساهمات العضو : 177
العمر : 37
الموقع : اسيوط _ديروط
تاريخ التسجيل : 19/01/2009
منتدى الراعى :: مقلات :: مقالات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 13 فبراير 2015 - 5:24 من طرف pefapefa
» نبذة عن التقليد الكنسي ( بور بوينت )
الثلاثاء 1 يوليو 2014 - 3:21 من طرف isisboles
» سلسلة إظهار العهد الجديد فى العهد القديم - مقدمة
الأربعاء 5 مارس 2014 - 17:22 من طرف sallymessiha
» فقرات باور بوينت - الجزء السابع
الأحد 15 ديسمبر 2013 - 17:59 من طرف vivin
» القديسة إيلارية
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 23:55 من طرف sallymessiha
» الناسكات والغربان
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 23:52 من طرف sallymessiha
» كتاب قصة الخليقة
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 23:50 من طرف sallymessiha
» تسبحة العذارى _ ميثوديوس الأوليمبي
الإثنين 26 أغسطس 2013 - 23:46 من طرف sallymessiha
» أعظم موهبة _ يوحنا ذهبي الفم
الخميس 21 مارس 2013 - 0:37 من طرف sallymessiha
» مهرجان التنمية البشرية السنوى
السبت 2 فبراير 2013 - 18:47 من طرف stmaryaiad
» هز فؤادى صراخك يوما
الأربعاء 19 سبتمبر 2012 - 23:06 من طرف الصليب الخشب
» الدورات التدريبية المدعمة لشهر سبتمبر
الأحد 9 سبتمبر 2012 - 2:30 من طرف stmaryaiad
» الفتاة التى وقعنا كلنا فى حبها
الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 18:04 من طرف اكرم السوداني
» بيان هام لكل الخدام
الأحد 19 أغسطس 2012 - 22:43 من طرف stmaryaiad
» دبلومة التصوير و المونتاج و الأخراج
السبت 7 يوليو 2012 - 21:22 من طرف stmaryaiad
» كنيسة السيدة العذراء مريم بعياد بك - شبرا
الأربعاء 13 يونيو 2012 - 19:15 من طرف stmaryaiad
» لا تهدد الله
الأحد 20 مايو 2012 - 21:48 من طرف sallymessiha
» معانى كلمات سفر يشوع
الأحد 20 مايو 2012 - 21:46 من طرف sallymessiha
» هل يحكم الفأر الغابة بعد الأسد العجوز
الأحد 20 مايو 2012 - 21:43 من طرف sallymessiha
» نقول ثور.... يقولوا إحلبوه !!!!!
الأحد 20 مايو 2012 - 21:42 من طرف sallymessiha