عالم أزهري: قتل الخنازير لا يعني نزول المسيح

عالم أزهري: قتل الخنازير لا يعني نزول المسيح

القاهرة - شوشت قضية إنفلونزا الخنازير على احتفال الطريقة العزمية الكبير اليوم السبت بمولد السيدة فاطمة الزهراء تحت رعاية الشيخ علاء ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية، وبحضور عدد كبير من علماء الأزهر ومشايخ الطرق الصوفية.

فعن الحديث النبوي الشريف الذي أشار فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى نزول السيد المسيح في آخر الزمان ليقيم العدل ويقتل الخنزير، تساءل الصيدلي د/ أحمد بحيري خلال الاحتفال: "هل معنى ذلك أن السيد المسيح قد نزل بالفعل أم إنه قارب على النزول؛ نظرا لقتل الخنازير بهذه الكثافة التي شهدناها في مصر"؟ وأجابه الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، قائلا: "ينبغي أولا أن نؤكد أنه لا علاقة لنا بمسألة قتل الخنازير، وكل ما نقوله إن ديننا الحنيف حرّم علينا أكل لحوم الخنزير حين قال سبحانه وتعالى: "حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير".

وأردف: "أما علاقة ذلك بالحديث الشريف فهو مع إيماننا الكامل بكل ما يقوله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله صحيح تماما، إلا أننا لا نعرف متى وكيف سيكون هذا (نزول المسيح) فالله تعالى أعلم به".

وأشار الشيخ عاشور إلى أن الرسول الكريم قال في حديث آخر: "بُعثتُ أنا والساعة كهاتين"، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى، مضيفا: "ورغم مرور أكثر من 1400 عام على بعثته ورسالته (صلى الله عليه وسلم) فإن الساعة لم تقم حتى الآن، والله وحده هو الأعلم بذلك، ويجب ألا نُعلّق الأمر في مسألة الخنازير على الحديث النبوي، ولا نربط بين إنفلونزا الخنازير ونزول السيد المسيح".

الوباء

فيما تساءل المهندس عصام محيي عن كيفية تطبيق ما قال إنها تصريحات لوزير الصحة المصري، الدكتور حاتم الجبلي، أفاد فيها بأنه تم تخصيص مقابر جماعية في حالة تفشّي مرض إنفلونزا الخنازير، على أن يتم دفن المرضى دون تغسيل أو تكفين؟

فأجاب الشيخ عاشور بقوله: "هذه التصريحات نفاها الوزير تماما، ومع ذلك فإذا وصل الأمر إلى حد الوباء أو"الجائحة" كما يُسمّيها المتخصصون، ففي هذه الحالة ينبغي على الناس التحفّظ في سفرهم سواء للحج أو العمرة أو غيره امتثالا لقوله تعالى: "ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة".

ودعا كذلك إلى الالتزام بالتوجيه النبوي الشريف: "إذا دخل الطاعون بأرض وأنتم خارجها فلا تدخلوها، وإن كنتم داخلها فلا تخرجوا منها".

وأكد الشيخ ختاما أن الإنسان هو هدف الإسلام كله؛ لذلك يحافظ عليه ويركز على الاهتمام به ورعايته وصيانة صحته وسلامته وسعادته، وقد سخّر له كل ما في السموات والأرض لخدمته، فلا حرج إذن أن يحافظ الإنسان على نفسه وحياته وصحته فهذا واجب شرعي.