[b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)

ما أجمل وما أبهي لنفسي التائهة . لنفسي المجروحة المتعبة والمعبئة بجروح الشر – أن تسمع هذه الكلمات المقدسة .
" عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم" (مز35-5)
ما أعظمك إلهاً . مراحمك عظيمة يا الله إلهنا
انه من احساناتك أن لليوم ومُرة وقسوة الحروب فيه نهاية.
حين تظل دموعنا وحسرتنا وأخطائنا – حين لم نجد صديقاً نجدك .حينما لا يقدر احد أن يزيح الهموم عن صدورنا والمتاعب عن نفوسنا وتظل وسائدنا شاهده عن الدموع تجدد حينئذ مراحمك . خلقت راحة في الليالي وهذا ليس غريباً فأنت بجلالك تسمعنا
" أنا أنا هو معزيكم " (أش 51 : 12)
" تعبت في تنهدي أعوم كل ليله سريري بدموعي أذوب فراشي ساخت من الغم عيني" ( مز 6 : 6 )

عزيزي ...
لا يوجد بشر إلا ويأتي الشيطان ليحاربه ويكدر حياته ، حتى لا يشكر الله ويباركه ، يريد أن يترك لك من الهموم جبالاً حتى تفكر بحلولك فيها ، وكل حل لأي همٍ تراه لا يفرح به بل يزيده تعقيداً ، وعجباً ! ينصب الفخاخ ونذهب له لنسأله أن يحل مشاكلنا بالسحر والعرافة والطرق الملتوية . ويشعرك بتعاطفه معك .
عزيزي ....
همومك الكثيرة هي من ثماره هو.لأن إلهنا هو إله خيّر لا يريد لك هماً أو ضيقاً .
ولأنها من عدوك( وعلى الأقل هي بسببه ) ينادي بطرس
الرسول قائلاً " ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم " ( 1بط 5 :7 )
نبكي من همومنا ومتاعبنا ولكن حبيبنا يسوع
يعلن قائلاً : "ففي كل ضيقهم تضايق و ملاك حضرته خلصهم بمحبته و رأفته هو فكهم و رفعهم و حملهم كل الأيام القديمة"
(أش 63 : 9)
- أشكر إلهك العظيم معي فمكتوب عنه
" لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها " أش 4:52
هل جاءتك اللحظات التي تزرف الدموع التي تنهمر من ينبوع عدم الرضا عن النفس أو الشعور بالأقليه والدونية ؟
هل صادقتك دموعك من ظرف معين شعرت إنك بعيد ؟؟
لا تخف فالله حبيبنا عنده وحده فقط يبيت البكاء
عزيزي
البكاء هو طريق صحيح لإحساسك بالعجز عن القيام بأشياء . وليت الدموع أراحت من صخر قلبك شيئاً ومن قفر حياتك الخاوية قطرات .
لعل دموعك التي تجذب قلب الله الحي قائلاً لك
" حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني "(نش 6 : 5)
• لم يعد في اليوم شيئاً من الوقت يفرح قلبك ووسادة الراحة لم تريحك من أوجاعك ولم يستطع أى أحد أن يشاركك همومك.!
لكن عزيزي
ثق تماماً إنها راحة لك بعد كل تعب ومذله.
هل شعرت بأنك تائه ووحيد ولا تجد معزياً أخر يحمل عنك أوجاعك وتقلباتك وعدم راحتك ؟
هل لديك متاعب لا تستطيع أن تحكيها لأصدقائك أو المقربين إليك مهما كانوا ومهما كانت ثقتك فيهم .
ما هي النتيجة ؟
عند المســــاء يبيت البكاء

وفي صرخة أنات الليل تنادي وتستنجد باحسانات الله المانح الإحسانات وتحتمي فيه من شرور نفسك
إنك إن فعلت هذا فأنت تريح همومك وحين تُقر بما في داخلك تشفى من الداخل .
إن نسمات الهواء الباردة تريح صدر السحاب الممتلئ بالسواد
فتجعله يخرج من صدره دموعه ويعود للنقاء .
++ فلتتمثل بالسحاب والغمام الأسود الذي يمطر على الأرض فتريحها وتنبت ما جف منها سنيناً وفي صحرائها تجعلها أزهاراً وأشجاراً مثمرة
هل شعرت أنك وحيد وغصنك دائماً غصن مكسور ؟
إن كنت هكذا فلا تخف واسمع بولس الرسول يقول لك :-
"و أنت زيتونة برية طُعمت فيها فصرت شريكا في أصل الزيتونة و دسمها" (رو11 : 17)
- هل أردت الخير وانقلب على اثر ذلك شر لا تتوقعه؟؟
هل قدمت يداك زرعاً جيداً وعند الحصاد وجدت به الزوان ( مت 13 : 25 )

هل يئست من الحياة وقتاً ؟

" أننا تثقلنا جداً فوق الطاقة حتى أيسنا من الحياة أيضاً " (2كو1 : 8 )
هل جاء إليك المساء ولم يجالسك صديقك أو ابنك أو زوجك أو أقرب المحبين وقلت ما المنفعة مني ؟
إن كان كذلك هو الحال فتعالى في المساء ليريحك الرب إلى حضن الحب والأمان
لأن : -
" اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق و يتمنع" (أم 18 : 10)
عزيزي :
- المساء يشير إلى النهاية وإلى التعب الذي لابد له من راحة
- ويشير أيضاً إلى اقتراب نهاية العمر وإلى ظلام الحياة بعيدة عن الله
أما الصباح فيشير للشروق "لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات فانه يشرق شمسه على الأشرار و الصالحين و يمطر على الأبرار و الظالمين " (مت 5 : 45)
- والصباح يشير إلى النعمة الإلهية المتجددة
فالنبات يحتاج إلى البناء الضوئي والبرد يحتاج إلى أشعة الشمس الدافئة تحيط بك بسور الأشعة الذهبية .
-- كما يشير الصباح إلى تجديد النشاط فلا تتكاسل
-- والأبدية أيضاً تشير إلى الصباح الأكبر
" ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم وهم سيملكون إلى أبد الآبدين " ( رؤ 22 : 5 )
عزيزي :
أترك على واقع المُر أحزانك. عند الإله المعزي وتحت أقدام صليبه لتتشبه بتلك المرأة التى تنظر إلى وجه المسيح وهي في انكسار . ولم تأتي من أمامه إنما جاءت من ورائه باكية ولم تتكلم كلمة واحدة إنما كانت دموعها أمام الله تترجم لغة أخرى وهي لغة الندم والتوبة ( لو 7 : 36 – 50 )
هل تصرخ عزيزي مع داود النبي
" لماذا أتمشى حزيناً من مضايقة العدو " ( مز 43 : 2 )
وتقول لنفسك"ماذا أنت منحنية فيَّ يا نفسي ولماذا تئنين فيَّ "( مز 42 : 5 )
أكمل آيات المزمور المريح فتكتمل راحتك بعد قائلاً لنفسك
"ترجي الله" ( مز 43 : 5 ) مع ( مز 42 : 11 )
لتضع رجاءك أن الغد لم يكن بمرارة اليوم لأني استفدت من أخطائي
" الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير و الشر " (عب 5 : 14)
- ضع أمامك هذا المثل القائل :-
إن أحلك لحظات الليل ظلمة هي اللحظة التى تسبق أول شعاع ضوء .
- اتخذ من سلكوا الدرب من قبلك دليلاً حياً على قيامهم.
- انظر لمن مات ودخل القبر .. فلم تكتمل القصة . بعد أن باتت
دموع المريمات وهرع التلاميذ يبكون ويغلقون الأبواب
لا تظن يا عزيزى أن القصة انتهت لأن فجر الأحد الملاك أعلن النصرة وشمس البر أشرق على العالم بنور قيامته .
لتقل مع المسيح كل مساء
" أين قوتك يا موت وأين غلبتك يا هاوية " ( اكو 15 : 55 )
عزيزى .
لم تجف دموع المريمات من الحزن إلا وامتلأت من الفرحة مرة أخرى
أسرع يا عزيزى على مائدة الصلاة واسكب طيبك أمام الله واعترف انك أخطأت ستجد صباح الغد مراحم الله تقودك الى السرور والترنم. (الهي .. على مذبح الصلاة أقدم لك قلبي ذبيحة حب وتسبيح فإشعله بكليته ولا تُبقي لي منه شيئا يذكرني بذاتي ) (القديس اغسطينوس)
ولترتل مع دبورة قائلاً
" أنا أنا للرب أترنم " ( قض 5 : 3 )
وتمشى مع عروس النشيد قائلاً
" في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفس .. فامسكته ولم أُرخه " ( نش 3 : 1 – 4 )
لن يعزى نفسك المتعبة التائهة اليائسة إلا "مريح التعابى" ( مت 11 : 28 )
-- لعلك حينما يجئ المساء في مرضك ترى الكل نائمون وأنت المتعب . تريد الماء وليس من يسال عنك جائع ولم يوجد من يعطيك شبعك .
لعلك مشتاق الى ربوع الحب البشرى وليس من يملأ احتياجك إليه .. أو مع صدمات الزمن امتلأت أوجاعك من الأنين وأناتك من المتاعب وفم أعدائك يسخرون من ضعفك لعل كل هذا
لكن هيا في هذه الظروف استنجد بالله والملائكة والشفعاء لديك لإنقاذك
هلم استنجد بمن هم أقوى من ظروفك الذين ليس لهم جسد
"أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص " (عب 1 : 14)

God With You

من طرف beshoy+ الأحد 1 مارس 2009 - 1:17

شكرا للتأمل الرائع ومنتظرين المزيد

من طرف **soren** الأحد 1 مارس 2009 - 2:02

الحقيقة وجودك معانا يا أستاذ خلف يعطينا دفعة كبيرة
و شكرا على التأمل الرائع

[b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b] 519556%7EThank-You-Card-Posters

[b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b] 519556%7EThank-You-Card-Posters

انا نا استحقش إنى أكون معاكم على المنتدى الرائع بيكم ده . دى محبتكم اللى بتحتملنى فى وسطيكم . شكراً على مروركم وتشجيعكم والرب يشملكم بالرعاية اذكرونى فى صلواتكم

من طرف mesho2009 الأحد 1 مارس 2009 - 6:15

ربنا يباركك على التأمل الجميل

من طرف monty_sharm الأحد 22 مارس 2009 - 8:16

ا|خلف بصراحة تامل عميق وعن اختبار ربنا يباركك
طوبى لاناس عزهم بك طرق بيتك فى قلوبهم عابرين فى وادى البكاء يصيرونه ينبوعا

شكرأ يا أخى ميشو على تعليقك الظريف وربنا يباركك
وصلى من أجلى
الرب يشملنا جميعاً بالرعاية

اخى منتصر monty sharm الرب يباركك وألف شكر على التعليق الرائع الى بتشجع فيه ضعفاتى
وشكر للرب على الروح الذى يعمل فى كل أولاده ومُحبيه

الرب يباركك حياتك
وصلى من أجل ضعفى

[b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

[b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]

رد: [b]عند المساء يبيت البكاء وعند الصباح ترنم (مز5:30)[/b]