مفيد والكنيسه

من طرف **Peter** الأحد 15 مارس 2009 - 9:08

مفيد والكنيسه

مفيد والكنيسه Mofed

أرى الحيرة على وجه وقلم
الكاتب الكبير «مفيد فوزى» وهو يحاول أن يرضى المثقف بداخله وأيضاً
الإنسان القبطى الذى يحرص على رضاء الكنيسة فى سعيها لكى يصبح لها دور
اجتماعى وسياسى فيتحول هو إلى أداة إلى تبنى وجهات نظرها مهما تعارضت مع
مقومات المجتمع المدنى فى سعيه إلى فصل ما هو دنيوى عن الدين
ما الذى
تريده المؤسسة الدينية؟ إن المطلوب ببساطة أن يتبنى مواقفها المتشددة
غالباً لأنها أيضاً تملك أن توفر له حماية فى حياته إذا احتاج إليها، ومع
الأسف فإنه دائماً القواعد الدينية تعبر عن المطلق الذى لا يقبل مناقشة
عقلية المثقف يتعامل مع النسبى ويخضع فى كل شىء لميزان العقل، بل إن هذا
الميزان بطبعه قابل للتغيير بل إن الشروط الموضوعية لسلامته وبقائه فى
حالة من اللياقة هو أن يقبل بكل المتغيرات التى يطرحها الزمن ومن هنا
يحدث الاصطدام غالباً بين الموقف الذى يتخذه المثقف فى الحياة والموقف
الذى تريده الكنيسة أو الجامع من المثقف أن يتبناه وما أراه الآن فى
كتابات الأستاذ «مفيد فوزى» على صفحات «الأهرام» هو خضوعه الدائم ودفاعه
غير المشروط عن كل ما يصدر عن الكنيسة ومن الممكن أن نرى مثلاً أن الاتجاه
للدين يصاحب بعض المفكرين مع التقدم فى العمر وهذا وجه إيجابى للصورة
السلبى هو ما قرأته مؤخراً على صفحات جريدة «أخبار النجوم» عندما طالب
«مفيد فوزى» بضرورة أن تشاهد الكنيسة أى أعمال فنية بها مسيحيين شغل
«مفيد» موقع رئيس تحرير أكبر المجلات قدرة على المشاغبة الاجتماعية فى
تاريخ الصحافة المصرية وهى «صباح الخير» قبل نحو عاماً والتى كان لها
صولات وجولات فى الدفاع عن حرية المجتمع فى التعبير بعيداً عن هيمنة
المؤسسات الدينية قال «مفيد» فى تعقيبه على أزمة فيلم «واحد صفر» أن على
المخرجة أن تعرض الفيلم على الكنيسة أولاً اندهشت، مثقف كبير يطالب بأن
تتدخل المؤسسة الدينية فى التصريح بالأعمال الفنية وكان قد سبق لمفيد
فوزى قبل أربع سنوات أن طالب أيضاً بتدخل الكنيسة فى فيلم «بحب السيما»،
وتساءل كيف يتم تجاوز رأى الكنيسة الأرثوذكسية وهكذا يخلط الأستاذ بين
الدينى والاجتماعى هذه الأعمال الفنية اجتماعية وليست دينية
لاهوتية المؤسسات الدينية دائماً ما تسعى لكى تزداد سطوتها على كل
جنبات حياتنا إلا أن الكارثة نراها عندما يمهد ويعبد لها عدد من المثقفين
الطريق بدلاً من أن يصبحوا هم خط الدفاع الأول ضد تغلغل رجال الدين فى
شئون الحياة فصاروا هم خط الهجوم الأول ضد الحياة