الكاتبة مريم نعوم: لا يزعجني الهجوم على واحد صفر

من طرف **Peter** الأحد 15 مارس 2009 - 9:14

مع أولى خطواتها تفوّقت مريم نعوم على السينما التقليدية بـ «واحد - صفر» عبر سيناريو مكتوب بحرفية عالية لا يزال يثير جدلاً واسعاً.

حول الفيلم والمشاكل التي اعترضته كان اللقاء التالي.

هل أزعجتك القضايا التي رفعها البعض ضد «واحد صفر» قبل عرضه، وكذلك مشاكله مع الرقابة؟

لم تزعجني القضايا بقدر
ما أزعجتني تدخلات الرقابة التي رأيت فيها تجاوزاً للمسموح، لأن السيناريو
لم يحتوِ على ألفاظ لا نسمعها في الشارع المصري ولا على إيحاءات تزعج
مسؤولي الرقابة إلى هذا الحد. أما القضايا فلم أشغل بالي بها، لأني قبل أن
أكتب كلمة حول مشكلة نيفين التي قدمتها إلهام شاهين لجأت إلى رجال دين
مسيحيين للتأكد من صحة معلوماتي وليس لاستشارتهم، لذا أنا واثقة من صحة ما
قدمته.

متى وكيف جاءتك فكرة تقديم فيلم يضم هذه النماذج الاجتماعية كافة؟

منذ أكثر من ثلاث سنوات
حين كنت أفكر في عمل فني يقدم شرائح متعددة من المجتمع، تتداخل وتتشابك
ببساطة. اتفقت مع المخرجة كاملة أبو ذكري على كيفية تنفيذ العمل وانشغل كل
منا بعمل آخر وعدنا لنتحدث بعد أن انتهت هي من تصوير فيلمها الأخير «ملك
وكتابة» وبدأنا نعقد جلسات عمل إلى أن استقرينا في النهاية على شكل الفيلم
الأخير.

لماذا اخترت هذه النماذج تحديداً على رغم أن المجتمع يحتوي على مئات الشرائح البشرية؟

اخترت عدداً ضخماً من
النماذج وعقدت جلسة عمل مع كاملة أبو ذكري لنختار من بينها ما يناسب
الظهور على الشاشة، فكانت الثماني شخصيات الأساسية التي ظهرت في الفيلم.

وكلّها من وحي خيالك؟

معظم شخصيات الفيلم من
وحي خيالي، لكن هذا لا يمنع أنني قابلت عدداً من الشخصيات وعشت تفاصيل
حياتها وراقبتها عن قصد ومن دونه، فأنا من النوع الذي يُخزن كل ما يقابله
في حياته ولا ينسى التفاصيل، فهذه مهنتي.

لكن ثمة من يرى أن بعض
شخصيات الفيلم يجسد نماذج حقيقية، تحديداً دور زينة الذي يشبه روبي، ودور
الفنانة إلهام شاهين التي عاشت في الفيلم أزمة الفنانة هالة صدقي.

إنه كلام عار عن الصحة
لأن روبي صوتها جميل أما زينة في الفيلم فتشبه كل مغنية جديدة لا تملك
صوتاً وترغب في الشهرة والنجومية، وأردت عبر هذا الدور التأكيد على فكرة
صناعة النجم والتي تحولت إلى مهزلة. أما إلهام شاهين فدورها لا علاقة له
بهالة صدقي ولم أقصد تجسيد قصتها مع الزواج والطلاق، وقد كتبت السيناريو
قبل أن تنتهي مشكلة هالة وتتزوج مجدداً.

كتبت الفيلم بأسلوب يُظهر الأحداث متوازية وليست متتالية، ألم تتخوفي من ردود فعل التجربة؟

أعرف من البداية أنني
أقدم نوعاً جديداً من السيناريوهات ليس مألوفاً على السينما المصرية،
لكنني في الوقت نفسه كنت أشعر أن هذه هي الطريقة الأمثل للتحدث عن ثماني
شخصيات لكل منها عالم مختلف، ويجمعها الحدث نفسه في اليوم عينه وهو مباراة
كرة قدم.

لماذا اخترت مباراة كرة القدم لجمع هذه النماذج كافة؟

لأننا نتفق في النهاية
على حب مصر مهما كانت توجهاتنا، بالإضافة إلى رغبتي في تجسيد الفرحة التي
ينتظرها الشعب المصري ولو لساعات قبل أن يستأنف الجميع حياته مجدداً
بسلبياتها وانكساراتها وأحلامها أيضاً.

«أفلام الساعات المحدودة} قُدمت سابقاً وآخرها فيلم «كباريه»، هل تابعتِ هذه الأفلام؟

لا أدعي أنني من اخترع
هذا النوع من الكتابة فهو موجود في العالم كله، لكني كنت أرغب في تقديمه
بشكل مختلف وأعتقد أني نجحت في ذلك والحمد لله.

اقتحم فيلمك محظورات
كثيرة وتجاوز حدود المسموح به سينمائياً، مثلاً في أحد المشاهد تطاول أحمد
الفيشاوي على والدته، ألم يقلقك هذا الأمر؟

إطلاقاً، فقد كتبت ما يجب
تقديمه لأن الشباب في الأماكن الشعبية والعشوائية يتطاولون على أهلهم
ويستخدمون ألفاظاً بذيئة. هل أكتب سيناريو مخالفاً للواقع كي أرضي أعرافاً
سينمائية بالية؟

هل تتوقعين أن يحقق الفيلم إيرادات جيدة تتناسب ومجهودك في كتابته؟

بالتأكيد أتمنى أن يحقق إيرادات جيدة كي يتشجع المنتجون لتقديم أفلام مشابهة وتجارب مختلفة تثري السينما المصرية.