[b]تابع موضوع الله مركز الحياة [/b]

فلم تنقطع صلة الله بالبشرية نتيجة طرد أدم وحواء من الفردوس بل دبر الله خطة الخلاص حين عجز الجميع عن تقديم أسف البشرية وندمها وأصبح الجميع مُدانين أمام الله و أمام ذواتهم وأمام الآخرين عن فساد الطبع بالخطية " التي طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء " (أم 7 : 26) وصار الجميع كما يقول عنهم الكتاب الجميع زاغوا وفسدوا معاً ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد (رو 3 : 12)
فكان الله هو الحل . هو مركز الحدث فصار ابناً للإنسان . ومن يتأمل جيداً مع الرب يسوع نجده مفتخراً جداً بهذا اللقب وذكر فى الإنجيل المقدس 80 مره على أنه ابن الإنسان . وفى سبيل إتمام هذه الرغبة الإلهية أرسل الله ( مركز الحياة ) الأنبياء والقديسين الذين مهدوا بالنبوات لمجيئه . وكانت النبوات التي ذكرت عنه فى العهد القديم تزيد البشرية اشتياقاً لذلك الحدث وهذا الوضع . ثم لما جاء ملئ الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة تحت الناموس ليفتدى الذين هم نحت الناموس أيضاً لننال التبني (غل 4 : 5) فجاء وحقق كل أحداث النبوات وتممها رافعاً عقابنا فيه . حتى تعلن نفوسنا خجلها من محبته وانكسارها أمام جراحاته .

الله أيضاً مركز أحداث الإنتشار الكرازى
الله أيضاً مركز التبشير . فبإسم الله انطلقت الكرازة لتعلن عن حبه الرائع وخلاصه الثمين ، وانطلق الكارزون إلى بقاع الكون الفسيح دون أن يهابوا بشراً أو حجراً أو معدناً بتار على رقابهم أو يهابوا آلهة وثنية لها أتباعها والمستفيدين من وراء جهل البشر لتحقيق مكاسب سياسية أو مادية لبعض الفئات المستفيدة من العبادات الوثنية ، وكان المترجلين أو المُبحرين أو غيرهم ملتهبون شوقاً للتعبير عن طبيعة مشاعرهم الراقية تجاه الله مركز حياة الكون والطبيعة الظاهرة وغير المرئية . فلقد وجدوا فيه المتعة النقية والحياة الرائعة فلم يفصلهم عن الانسجام معه والاقتراب منه حتى طبيعة الجسد الترابي المحدود فهامت نفوسهم وأرواحهم تاركة قيود الجسد والجاذبية تصل ليلها بشمسها سائحة نفوسهم فى الحديث معه واليه ، شاركوا القوات النورانية فى متعة الأجواء السماوية رغم قيود الأرض والحس فتحولت دنيتهم إلى سماء حيث عاش من فى السماء داخل كهوفهم اللحمية وصاروا قدس أقداس لحلوله بهم ، فى مشاعرهم وقلوبهم وأفكارهم ، لقد عاشوا دون أن يدرك أحدهم طبيعة اشتياقات الجسد للأكلات الدسمة ، وصاروا جسراً للآخرين فى معرفة الله مركز حياتهم . لقد رأينا فيهم عنوانً لله فاقتربنا من معرفتهم وأعمالهم التي تترجم سمو الله فى حياتهم فلم نشبع أيضاً معهم منه . لقد عاشوا تلاميذاً وأيضاً انتقلوا وهم تلاميذاً ولم يطلقوا على أنفسهم أنهم معلمين
( لا تكونوا معلمين كثيرين يا أخوتي عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم) (يع 3 : 1) بل صاروا من اقترابهم من مركز الحياة – تعالى اسمه – لا يشعرون بقيمة نفوسهم لأنهم رأوا نفوسهم فى عيني الله أنهم بكرامة – ليس لطبيعتهم – إنما من اقترابهم من اتضاعه صارت قيمتهم فى إحساسهم بالخجل من أخطائهم الطبيعية وهم لم يكفوا عن التوبة والسقوط وارتفعت ألسنتهم بالبكاء والنواح 4فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّاماً وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلَهِ السَّمَاءِ 5وَقُلْتُ: [أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُ السَّمَاءِ الإِلَهُ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالرَّحْمَةَ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ 6لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً وَعَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ لِتَسْمَعَ صَلاَةَ عَبْدِكَ الَّذِي يُصَلِّي إِلَيْكَ الآنَ نَهَاراً وَلَيْلاً لأَجْلِ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَبِيدِكَ وَيَعْتَرِفُ بِخَطَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَخْطَأْنَا بِهَا إِلَيْكَ. فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا. 7لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ وَلَمْ نَحْفَظِ الْوَصَايَا وَالْفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ الَّتِي أَمَرْتَ بِهَا مُوسَى عَبْدَكَ. 8اذْكُرِ الْكَلاَمَ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ مُوسَى عَبْدَكَ قَائِلاً: إِنْ خُنْتُمْ فَإِنِّي أُفَرِّقُكُمْ فِي الشُّعُوبِ 9وَإِنْ رَجَعْتُمْ إِلَيَّ وَحَفِظْتُمْ وَصَايَايَ وَعَمِلْتُمُوهَا - إِنْ كَانَ الْمَنْفِيُّونَ مِنْكُمْ فِي أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ فَمِنْ هُنَاكَ أَجْمَعُهُمْ وَآتِي بِهِمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي اخْتَرْتُ لإِسْكَانِ اسْمِي فِيهِ. 10فَهُمْ عَبِيدُكَ وَشَعْبُكَ الَّذِي افْتَدَيْتَ بِقُوَّتِكَ الْعَظِيمَةِ وَيَدِكَ الشَّدِيدَةِ. 11يَا سَيِّدُ لِتَكُنْ أُذْنُكَ مُصْغِيَةً إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَصَلاَةِ عَبِيدِكَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ مَخَافَةَ اسْمِكَ ( نح 1 : 4 – 11 )
للموضوع بقية
دمتم فى محبة المسيح

[b]